متلازمة دا كوستا أو عصاب القلب والأوعية الدموية
هل سمعتم يوما عن متلازمة دا كوستا؟؟ حسنا قد لا يبدو الإسم مألوفا لكن الأعراض التي سنذكرها بعد قليل لن تكون غريبة على معظم القراء بأي حال..
منذ عشرات السنوات، أثناء الحرب الأهلية لوحظت أعراض خطيرة بين الجنود. كانت الأعراض تتناوب بين ألم في الصدر ناحية الجزء الأيسر منه أو في مكان القلب، و إحساس بالتعب الشديد، كذلك صعوبة في التنفس واحساس بخفقان القلب. بالطبع تبدو هذه الأعراض مشابهة لأعراض الذبحة الصدرية وقد لاحظ جيكوب منديس دا كوستا هذه الأعراض وشخصها كذلك لذلك سميت تيمنا به، وقد كان هذا المرض قديما يصنف ضمن أمراض القلب والأوعية الدموية لكن مؤخرا أصبح يندرج تحت بند الأمراض النفسية.
ما هو عصاب القلب؟
إن لفظة عصاب تشير إلى ارتباط الأعراض بالحالة النفسية، إذ أن أعراض هذا المرض تظهر غالبا بعد تعرض الشخص لأزمات عاطفية مثل موت عزيز أو مشاكل كبيرة في الحياة الزوجية كالانفصال أو غيره، كما تظهر أيضا في حالات مرضى الاكتئاب أو القلق النفسي.
أعراض عصاب القلب:
كما ذكرنا سابقا، الأعراض تبدو وكأنها ذبحة صدرية، حيث يشكو المريض من ألم شديد ايسر الصدر، مع صعوبة في التنفس، الشعور بالغثيان الذي قد يصل إلى القيء، تعرق الأطراف، الصداع، صعوبة التنفس وضيق الصدر و تكون الأنفاس قصيره ومتسارعة، كذلك فقدان شهية، الشعور بعدم الاستقرار، الشعور بالإجهاد الشديد سواء بعد بذل مجهود أو حتى بدون بذل جهد، كذلك تقلص في عضلات الجسم يؤدي إلى الإصابة بالإسهال المتكرر أو القيء المتكرر، ومن ضمن الأعراض أيضا الشعور بارتفاع الحرارة وهو مجرد شعور لكن لا يصاحبه ارتفاع حقيقي في حرارة الجسم، ويحدث كذلك شعور بتنميل في الاطراف، كما أن الشخص المصاب بعصاب القلب والأوعية الدموية يعاني من عدم انتظام النوم والكوابيس المستمرة. احيانا تظهر أعراض عصاب القلب في حالات الانفلونزا الشديدة
كيف يتم تشخيص عصاب القلب:
حسنا، لابد من القول ان أعراض عصاب القلب تشبه كثيرا أعراض الذبحة الصدرية لذلك عندما تداهم الأعراض شخصا لأول مرة فإن الطبيب يعمد إلى عمل رسم للقلب وتحاليل للدم. وبالطبع تظهر نتيجة التحاليل سليمة تماما من أي أمراض وهنا يشخص الطبيب مرض عصاب القلب بشرط أن يلاحظ الطبيب استمرار ظهور هذه الأعراض لمدة ثلاثة أشهر وبشرط أيضا عدم إصابة المريض بخلل في الهرمونات قد يسبب هذه الأعراض. وهناك فارق جوهري بين أعراض الذبحة الصدرية وأعراض عصاب القلب، وهو أن الألم الناشئ في الصدر في حالة الذبحة الصدرية يحدث نتيجة بذل مجهود ويتوقف الألم عند ال الراحة، بينما في حالة عصاب القلب لا يتوقف الألم مع الراحة لكنه يستمر لساعات أو قد يستمر حتى لأيام.
الوقاية من عصاب القلب:
يخبر الأطباء أن ثلاثون بالمائة من مرضى عصاب القلب قد اكتسبوه وراثيا، وبالرغم من ذلك فإن هناك نسبة لا بأس بها يتعرضون للإصابة بهذا المرض بعد التعرض لأزمات نفسية شديدة، كموت أحد المقربين أو مشاكل الزواج والانفصال أو الضغوطات النفسية الشديدة. وهنا يكون العلاج الأمثل هو فهم المريض لحالته فهما جيدا، إذ يكون علاجه الأساسي في تغيير نمط حياته بالابتعاد عن كل ما يثير القلق والتوتر، كذلك عند التعرض لهذه الأعراض ينبغي الهدوء وعدم الذعر ومعرفة أن الأعراض ليست مهددة للحياة وانما هي اعراض نفسية فقط.
كذلك يجب الابتعاد عن تعاطي الكحوليات لأنها من شأنها زيادة فرص الاصابة بعصاب القلب، كذلك عدم الافراط في تناول المشروبات المنبهة
علاج عصاب القلب:
علاجك بين يديك، على مريض عصاب القلب الابتعاد عن أسباب القلق والتوتر والاجهاد النفسي، فيما عدا هذا قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب لأنها ذات أثر فعال في علاج الأعراض مثل ال “Sedasen “.
كذلك ينصح بزيارة طبيب العلاج الطبيعي من أجل ممارسة بعض تمارين الاسترخاء. ويذكر أن ممارسة الرياضة باعتدال مفيد كذلك مع البعد عن الرياضات العنيفة.
ومن المهم أيضا الحرص على حصول الجسم على كميات كافية من فيتامين “B ” وتناول الأطعمة التي تحتوي عليه بوفرة، مثل: المكسرات والخضروات والبقوليات. وكذلك قد يصف الطبيب الأدوية التي تعزز عمل الجهاز العصبي المركزي.
يذكر أن هذا المرض يصيب الذكور بشكل أكبر من الاناث، كما أنه غالبا ما يصيب الفئة العمرية ما بين ١٨-٤٠ عاما، كما أنه ليس من الأمراض المعدية.