طب الأورام
يعتبرطب الأورام من الفروع الطبية الحديثة دائمة التطور, وهو ذلك الفرع من العلوم الطبية التي تهتم بتشخيص ودراسة وعلاج الأورام والأمراض السرطانية. ولكن, ما هي الدلالة اللغوية لكلمة “سرطان” ؟
تمت تسمية السرطان بهذا الإسم إقتباسا من حيوان السرطان البحري, وذلك لسببين, الأول أن الأورام تكون ذات شكل غير منتظم كحيوان السرطان, والثاني أن مرض السرطان حينما يصيب الانسان يكون مقاوما للعلاج ويصعب التخلص منه في بعض الأحيان, وهو في ذلك يشبه حيوان السرطان الذي يمتلك كلابات قوية إذا تشبثت بشيء يصعب أن تتركه بسهولة.
ما هي الأورام؟
الورم هو نمو للخلايا بمعدل غير طبيعي, وينبغي هنا الإشارة الى أنه ليست كل زيادة في نمو الخلايا تسمى سرطان, ولكن السرطان يوصف بأنه زيادة في معدل نمو الخلايا, ذلك لأن بعض الأورام تكون حميدة فلا يطلق عليها سرطانا.
أنواع الأورام:
- أورام حميدة: وهي تستجيب للعلاج بسهولة وهي تلك التي لا تنتشر من مكانها لتنتقل لأماكن أخرى في الجسم وغالبا لا تكون مؤذية ولا مميتة إلا أنها تكون مضرة عندما يزداد حجمها وهذا يستوجب استئصالها.
- أورام خبيثة: وهي الأورام المقاومة للعلاجات, غالبا ما تنتشر من مكانها لأعضاء أخرى من الجسم, حتى أنها قد تعاود الظهور بعد استئصالها من الجسم.
أسباب الإصابة بالأورام:
- الوراثة: ولعل القارئ يعرف أن هناك عائلات يعاني أفراد منها من السرطان عبر الأجيال المتعاقبة, وذلك بسبب جين وراثي حامل للمرض ينتقل من جيل لآخر. وتجد مثلا أن بعض الأنواع النادرة من سرطان الكلى أو سرطان القولون في الشباب صغار السن تتكرر بين أفراد أسرة ما, كذلك السرطانات التي تصيب العينين معا أو الكليتين معا غالبا ما يكون سببها وراثيا.
- التدخين: وهو سبب مشهور ومعروف أنه من أهم أسباب الإصابة بسرطان الرئة أو الحنجرة.
- شرب الكحول: إدمان الكحوليات من أسباب الإصابة بالسرطان.
- الإشعاعات الضارة: ومنها كثرة التعرض لأشعة الشمس في وقت الظهيرة, أو التواجد في أماكن تحتوي على عناصر مشعة لمدد طويلة.
- الإصابات الفيروسية: أحيانا في حالات الإصابة بفيروسات كبدية ولم يتم علاجها بشكل جيد, قد يصاب الشخص بأورام في الكبد.
- التلوث: خلال العمل في بيئة غير صحية, فعلى سبيل المثال كثيرا ما يصاب العاملون في مجال العوازل الحرارية أو عوازل الصوت بأورام الرئة, ذلك لأن استخدام مادة كالأسبستوس بدون اتخاذ تدابير السلامة يؤدي إلى استنشاق هذه المادة المسرطنة.
أعراض الإصابة بالسرطان:
هناك أعراض عامة قد تشير الإصابة بالسرطان لكنها لا تؤكد الإصابة به و إنما تعني سرعة التوجه للطبيب, ومنها: فقدان الوزن بدون سبب, الإعياء الشديد بلا سبب واضح, ظهور كتل صلبة في مكان ما من الجسم. كذلك تغير لون الجلد في مكان ما قد يشير لسرطان الجلد, كما ان ظهور كتل صلبة داخل الثدي أو خروج دم او افرازات من الحلمة مؤشر لاحتمالية الإصابة بسرطان الثدي, كما أن النزيف الشرجي الغير مصاحب بالبواسير أو الشرخ الشرجي يستدعي زيارة طبيب الأورام, السعال المصحوب بالدم والآلام قد يعني الإصابة بسرطان الرئه, وسرطان الرحم قد يصاحبه نزيف متكرر غير معروف السبب. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض لا تعني حتمية الإصابة بورم سرطاني, إلا أنها تستدعي زيارة الطبيب بأسرع وقت, ذلك لأن من أهم أسباب العلاج الكامل من السرطان هو سرعة اكتشافه وسرعة التعامل معه طبيا.
تقنيات علاج الأورام:
يعد التشخيص في وقت مبكر هو أهم خطوة في علاج الاورام, بعد ذلك يقرر فريق من الأطباء خطوات العلاج التي تتناسب مع نوع الإصابة وقوة تحمل المريض, ومنها:
- العلاج الكيميائي: وهو يعمل على محاصرة الخلايا السرطانية لقتلها تدريجيا.
- العلاج بالإشعاع: عن طريق استخدام الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الهرموني: وهذا النوع من العلاجات يستخدم في حالات الإصابة بسرطانات المبايض أو الخصية.
- العلاج بمثبطات تكوين الأوعية الدموية: و في هذه الحالة يتم حرمان الورم من الإمداد الدموي عبر الأوعية والشعيرات الدموية مما يؤدي لضموره تدريجيا.
- العلاج الموجه: وهذه تقنية حديثة في علاج الأورام, حيث يتم استخدام بروتينات معدله تقوم بالتفاعل مع بروتينات الخلايا السرطانية وتوقف عملها.
- الاستئصال بالجراحة.