الدسك و آلام الرقبة

الدسك و آلام الرقبة

الدسك و آلام الرقبة

لابد من أنك عزيزي القاري قد عانيت يوما من آلام أسفل الرقبة والكتفين، خاصة بعد عمل مرهق، أو حتى تجد نفسك قد استيقظت يوما من النوم شاعرا بآلام شديدة بالرقبة واحساس بتصلبها وعدم الراحة أو الرغبة في تحريكها، قد تكون هذه أعراض عابرة تنتهي بالتعامل الجيد مع الموقف، و قد يكون الأمر أصبح مرضا لا يمكن إصلاحه لكن تكون الغاية الكبرى هي الاجتهاد في تقليل الآلام قدر الامكان.

 

أسباب الإصابة بآلام الرقبة:

السبب الأول للشعور بآلام الرقبة هو الجلوس بشكل خاطئ، خاصة أثناء الحلوس على مكتب للمذاكرة أو العمل، و كذلك الجلوس أمام الحاسب الآلي، غالبية الأشخاص يجلسون بشكل غير مستقيم، يكون الظهر منحنيا والرقبة كذلك، اذا جلست على هذا الوضع لمدة طويلة فستشعر بالتأكيد بآلام في الرقبة والكتفين، ذلك لأن الرقبة التي هي جزء من العمود الفقري، هي جزء حر الحركة غير مدعوم، على عكس باقي أجزاء العمود الفقري، لذلك فهو جزء حساس من العمود الفقري، يحتاج إلى اهتمام ورعاية حتى لا يصبح مصدرا للتنغيص علينا. كذلك السير بطريقة غير صحية، و ذلك عن طريق الانحناء إلى الأمام أثناء السير، او النوم بطريقة خاطئة واستخدام وسائد غير مناسبة أو بارتفاع مؤذ للرقبة. هناك كذلك مرض الروماتويد تلذي تؤدي الإصابة به إلى آلام في الرقبة، و كذا التهاب العصب، و الانزلاق الغضروفي، أو حدوث التواء في الرقبة، او التهاب مفاصل الرقبة، أو التهاب الفقرات العنقية، و قد يحدث هذا الالتهاب في أي عمر، لكن تزداد فرصة الاصابة به مع ازدياد العمر، كذا مع التقدم في السن، تقل مرونة الغضاريف بين فقرات الرقبة، مما يتسبب في احتكاك فقرات الرقبة بعضها ببعض مسببا خشونة وآلاما في الأعصاب، وفي بعض الأحيان عندما يكون هناك التهاب في الغدة الدرقية يكون مصاحبا لها آلام في الرقبة.

 

 

أعراض الاصابة بدسك الرقبة:

يبدأ الألم في الرقبة أولا، ثم يتحرك ليشمل الكتفين وأسفل الرأس و الساعدين، و تنميل في الكفين، مع سماع صوت طقطقة أثناء حركة الرقبة و صوت احتكاك، ويصاحبه شعور بالغثيان، و طنين في الأذن، و آلام في الحلق مع شعور بجفاف الحلق، كما تتأثر حدة البصر، وأحيانا تتراءى للمريض دوائر سوداء في مجال الإبصار، و في الحالات الشديدة يكون هناك شعور بعدم الاتزان وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.

 

علاج دسك الرقبة وآلامها و الوقاية منها:

ربما يكون من الأفضل أن تدرك هذا الأمر قبل تطوره، ذلك لأن دسك الرقبة إن وصل لمرحلة متأخرة فإنه يصبح غاية الطبيب حينها محاولة تسكين الألم بقدر الامكان. ومع ذلك، فإن الطبيب يصف مسكنات للآلام، كذلك كريمات ومراهم موضعية أو چيل، مع ارتداء دعامة للرقبة، وزيارة لطبيب العلاج الطبيعي الذي يقوم بعمل تمارين لاسترخاء عضلات الرقبة. لكن العلاج الحقيقي والأساسي هو تغيير نمط الحياة، عن طريق الابتعاد عن السمنة من البداية  أو التخلص منها إن كنت ذا وزن زائد، و تناول الغذاء الصحي والابتعاد عن النشويات والسكريات و الدهون، كذلك الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية باستمرار، و الجلوس دائما في وضع صحيح أثناء الجلوس على المكتب أو قيادة السيارة، وكذلك لابد من أخذ قسط من الراحة عند الجلوس لمدد طويلة أو القيادة لمدة طويلة، و ذلك عن طريق الحرص على استقامة العمود الفقري والرقبة والتأكد من كون الرقبة دوما ما تكون عمودية على العمود الفقري، وكذلك الحرص عند الجلوس على الكرسي على عدم وجود مسافة بين الظهر والكرسي، بل يجب أن يكون الظهر ملتصقا تماما بالكرسي بدون وجود فراغ، كذلك الحرص على النوم على وسائد طبية مريحة، والاهتمام باختيار مراتب للسرير صحيه، وهي التي لا تكون صلبة ولا تكون طرية جدا بحيث تسمح للجسم بالانحناء بشكل صحي غير مضر للعمود الفقري.

و يمكن كذلك في حالة الشعور بالألم، النوم على الأرض مباشرة بحيث يكون الظهر ملامسا للأرض والوجه إلى أعلى، لمدة لا تقل عن عشرون دقيقة، وهذا التمرين له أثر فعال في تقليل الألم.  و كذلك الابتعاد عن حمل الأشياء الثقيلة.

Comments are closed.